في إطار سعيها الدائم لتطوير العمل الكشفي بما يتماشى مع احتياجات الأجيال الجديدة، أطلقت جمعية كشافة المقاصد الإسلامية هذا العام تجربة رائدة تمثّلت باعتماد برامج كشفية جديدة ومتطورة. نُفذت هذه البرامج أسبوعيًا ضمن أفواج المدارس التابعة للمقاصد، مع مراعاة الخصوصيات العمرية والجسدية لكل مرحلة تعليمية.
جاءت هذه الخطوة انسجامًا مع رؤية الجمعية ورسالتها في بناء الإنسان الصالح والمواطن الفاعل في مجتمعه، حيث هدفت البرامج الجديدة إلى تنمية القدرات الكشفية والاجتماعية والنفسية لدى الفتية والفتيات، من خلال أساليب تدريب حديثة وأدوات تربوية مبتكرة تعكس القيم التربوية للمقاصد، وتعزّز روح العمل الجماعي والانتماء الوطني.
وقد تم دمج هذه البرامج بشكل منتظم ضمن الأنشطة الأسبوعية للأفواج الكشفية في مدارس المقاصد، حيث شملت مهارات كشفية تقليدية مثل الربطات والإسعافات الأولية، إلى جانب ورش عمل تفاعلية في القيادة والتواصل وحل المشكلات.
وقد تُوِّجت هذه التجربة الناجحة بالمخيم التدريبي الذي نظمته مفوضية بيروت في مدرسة المقاصد في منطقة كامد اللوز، والذي جمع الكشّافين من مختلف الأفواج في تجربة تطبيقية شاملة. على مدى عدة أيام، قام المشاركون بتطبيق المهارات التي اكتسبوها خلال العام، من خلال أنشطة ميدانية، منافسات كشفية، حلقات نقاش، وتحديات جماعية، عكست جميعها التقدّم الملحوظ في أدائهم ومدى تأثير البرامج الجديدة عليهم.
وأشاد القادة الكشفيون بمستوى التفاعل والالتزام الذي أبداه المشاركون في المخيم، معتبرين أن هذا النجاح هو ثمرة للعمل الدؤوب والتخطيط التربوي المدروس، الذي قامت به قيادة الكشافة بالتعاون مع إدارات المدارس والمعنيين في جمعية المقاصد. كما اعتُبر المخيم فرصةً لتعزيز الروابط بين الكشافة، وترسيخ مبادئ التعاون، والانضباط، وروح المبادرة.
وأكد مسؤولون في مفوضية بيروت أن هذه التجربة ستُشكّل نقطة انطلاق نحو مشاريع تطويرية إضافية في المجال الكشفي، حيث ستُقيَّم البرامج الجديدة، وتُطوَّر بشكل دوري، مع العمل على تعميم التجربة في مدارس المقاصد وخارجها.
وفي الختام، يمكن القول إن تجربة كشافة المقاصد هذا العام شكّلت نموذجًا يُحتذى به في تحديث العمل الكشفي بما يلبّي تطلعات الشباب واحتياجاتهم، مع الحفاظ على الروح الكشفية الأصيلة التي لطالما كانت جزءًا لا يتجزأ من مسيرة جمعية المقاصد التربوية والوطنية.